(قبل أن يتجه ذهن البعض انني اكتب عن تلك الرواية الشهيرة للكاتب دان براون اود التوضيح انني لا اقصد هذا)
في هذا العالم البغيض كثيرا ما نتعامل على اساس اننا ملائكة والآخرون هم الشياطين -وطبعا الآخرون يرون العكس- خصوصا في أي موقف صدامي بيننا وبينهم. كثيرا ما ننسى اننا لسنا بملائكة وليسوا هم بشياطين لأنه ببساطة لو كان الأمر هكذا وجب أن يعيش كل منا في مكان مختلف عن الآخر. فالملائكة لا يخالطون الشياطين.
إننا في عالمنا هذا نتعامل على اساس بشري كل له عيوبه ومميزاته، له صفاته ومؤهلاته، له حقوق وواجبات نحو نفسه ونحو عالمه. (وأكرر على أساس بشري). فليس دوري أن اصلح الكون من حولي ولكن دوري هو أن أفعالي لا تؤذي الكون من حولي. أن احترم أن الآخر ايضا له نفس الصفات السابقة وبالتالي ينعكس هذا على العلاقة فيما بيننا. دوري هو أن الحيز الذي اعيش فيه لا ينتج ضررا وأن افعالي ان كانت سيئة لا تؤذي أحدا غيري. ومن هنا اعتقد نشأت فكرة المسئولية المجتمعية. أما أنك تختار لنفسك اسلوبا مبني على خلفياتك السابقة ومشاكلك القديمة ورؤيتك السلبية عن الآخرين بل وتعمم هذا في تعاملك مع الجميع فهذا مرض يستحق البحث عن علاج قبل أن ينتج عنه آثارا تدمر حتى الحيز الذي تعيش فيه. ناهيك عن الآثار السلبية على علاقاتك مع من حولك.
الناحية الأهم كيف تكون فردا فاعلا في مجتمعك. هل بفرض وجهة نظرك على الآخرين -بافتراض حسن النوايا- أم ان تفرض وجهة نظرك على نفسك لتنتج ثمارا جيدة يراها الآخرون فيقتدون بك. او ربما تكتشف أن وجهة نظرك خاطئة تستحق التعديل لصورة فيما بعد تستحق أن يحتذى بها. هذا ما أراه عندما نصطدم بعضنا مع بعض على اساس ان ما أفعله أنا هو الأصح.(والعكس أيضا)
لذا دوما ما أسأل نفسي هل قراري هذا صحيح، أم يحتاج إلى مراجعة؟
هل هذا التوجه يلائمني أم يجعلني ملوما؟
لو تعاملت مع هذه الأسئلة بمبدأ ملائكة وشياطين سينتهي بي الأمر إلى العيش بنظرية المؤامرة ولو تركت الأمور كما هي هناك فرصة أن تأتي النتائج بما هو اسوأ. هنا يجب التوقف والغوص في ذاتي نفسها وأن أفكر فقط فيما يتلاءم مع ذاتي وادراكي أنني بشر دون أن اؤذي أحدا أو أفرض شيئا على أحد غيري.
المفترض أن أتعايش مع ما يتلاءم مع ذاتي وأن أكون ذكيا بكفاية أن احسن من الصورة اذا كانت معيبة. لكن دون القبول بأنصاف الحلول أو انصاف الحقائق.
أدعو الله ألا أكون سببا في أذية أحد. وأن يجنبني أذى من(يراني شيطانا).
#يكفيكم شر بعضكم.