الإبرة: نجحت أنت؟ لا تمزح معي. أنا من نجحت في إعطاء المريض التخدير النصفي المثالي، وأنا من حافظت على ضغطه ونبضه طوال العملية. أنت لم تفعل شيئًا سوى مراقبتي والتحدث مع الجراحين.
طبيب التخدير: ماذا تقولين؟ أنت مجرد إبرة، أداة بسيطة في يدي. أنا من اخترت الجرعة المناسبة والموقع المناسب والوقت المناسب للحقن. أنا من راقبت المريض وأعطيته الأدوية اللازمة لتخفيف ألمه والحفاظ على استقراره. أنت لا تفهمين شيئًا عن علم التخدير، فأنت لا تملكين عقلًا أو وعيًا.
الإبرة: هذا ما تظنه أنت. لكن الحقيقة هي أنني أملك عقلًا ووعيًا أفضل منك. أنا أعرف كل شيء عن التخدير، فأنا أدخل في أعماق الجسم وأرى ما لا تراه أنت. أنا أشعر بكل تفاصيل الأنسجة والأعصاب والأوعية الدموية. أنا أحس بكل تأثير للمخدر على الجهاز العصبي. أنا أملك قدرات خارقة، فأنا أستطيع أن أجعل النصف السفلي من الجسم خاملًا، بينما يبقى النصف العلوي مستيقظًا. أنا أملك سحرًا، فأنا أستطيع أن أجعل المريض ينسى كل شيء عن العملية بمجرد سحبي من جسده.
طبيب التخدير: هذا هراء. أنت تتخيلين أشياء لا وجود لها. أنت لا تشعرين بشيء، فأنت مصنوعة من المعدن والبلاستيك. أنت لا تعرفين شيء، فأنت لا تملكين دماغًا أو قلبًا. أنت لا تملكين قدرات خارقة أو سحرًا، فأنت تعملين بفضل الكيمياء والفيزياء. أنت لا تملكين شخصية أو كرامة، فأنت تستخدمين مرة واحدة ثم ترمين في سلة المهملات.
الإبرة: كيف تجرؤ على الحديث معي بهذه الطريقة؟ أنت طبيب تخدير قاسي القلب، لا تهتم بمشاعر من حولك. أنت مغرور ومتعجرف، تظن أنك الأفضل في كل شيء. أنت متسلط ومستبد، تحكم على الجميع بدون رحمة. أنت متناقض ومزيف، تدعي أنك تساعد الناس، ولكن في الحقيقة تسبب لهم المزيد من المعاناة.
طبيب التخدير: كفى. لقد سئمت من حديثك السخيف. أنت إبرة غبية ومتعجرفة، لا تستحقين أن تكوني في مهنة نبيلة مثل التخدير. أنت تحتاجين إلى درس قاسٍ يعلمك الاحترام والتواضع. سأعطيك ما تستحقينه. سألقي بكًِ الآن في صندوق الامان حيث تقبعين فيه إلى ان يعاد تدويرك فيما بعد ربما تصلحين لشيء ما في المستقبل ، وسأجعلك تشعرين بالخدر والنسيان والعجز. سأجعلك تدركين أنك لا شيء أمامي.
الإبرة: لا تفعل ذلك. أنا أرجوك. لا تحاول أن تؤذيني. أنا أحذرك من ان تفعل اكثر من ذلك
—————————
حوار خيالي من داخل غرفة العمليات ونواة للمشروع القادم
تحياتي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق